إستقصاء بالوضع 'نحن لانفكر خارج اللغة
صفحة 1 من اصل 1
إستقصاء بالوضع 'نحن لانفكر خارج اللغة
المقالة الرابعة عشر :
[rtl]يقول هيبوليت : « إذا فكرنا بدون لغة ، فنحن لا نفكر » دافع عن الأطروحة . [/rtl]
[rtl]استقصاء بالوضع[/rtl]
طرح المشكل : إذا كانت اللغة أداة للفكر ، بحيث يستحيل أن يتم التفكير بدون لغة ؛ فكيف يمكن إثبات صحة هذه الفكرة ؟
محاولة حل المشكل :
- عرض الموقف كفكرة :
أن الفكر لا يمكن أن يكون له وجود دون لغة تعبر عنه ، إذ لا وجود لأفكار لا يمكن للغة أن تعبر عنا ،
حيث أن هناك – حسب أنصار الاتجاه الأحادي - تناسب بين الفكر واللغة ، ومعنى ذلك أن عالم الأفكار يتناسب مع عالم الألفاظ ،
أي أن معاني الأفكار تتطابق مع دلالة الألفاظ ، فالفكر واللغة وجهان لعملة واحدة غير قابلة للتجزئة فـ« الفكر لغة صامتة ، واللغة فكر ناطق» .
-المسلمات و البرهنة:
ما يثبت ذلك ، ما أكده علم نفس الطفل من أن الطفل يولد صفحة بيضاء خاليا تماما من آية أفكار ،
ويبدأ في اكتسابها بالموازاة مع تعلمه اللغة ، وعندما يصل إلى مرحلة النضج العقلي فإنه يفكر باللغة التي يتقنها ، فالأفكار لا ترد إلى الذهن مجردة ،
بل مغلفة باللغة التي نعرفها فـ« مهما كانت الأفكار التي تجيء إلى فكر الإنسان ، فإنها لا تستطيع أن تنشأ وتوجد إلا على مادة اللغة».
ومن جهة ثانية ، فإن الأفكار تبقى عديمة المعنى إذا بقيت في ذهن صاحبها ولم تتجسد في الواقع ،
ولا سبيل إلى ذلك إلا بألفاظ اللغة التي تدرك إدراكا حسياً ، أي أن اللغة هي التي تخرج الفكر إلى الوجود الفعلي ،
ولولاها لبقي كامناً عدماً ، ولذلك قيل : « الكلمة لباس المعنى ، ولولاها لبقي مجهولاً» .
وعلى هذا الأساس ، فإن العلاقة بين الفكر واللغة بمثابة العلاقة بين الروح والجسد ،
الأمر الذي جعل الفيلسوف الانجليزي ( هاملتون ) يقول : « الألفاظ حصون المعاني» .
- تدعيم الا طروحة بحجج :
ـــــــــــــــــــــــــــــ
أن اللغة تقدم للفكر القوالب التي تصاغ فيها المعاني .
-اللغة وسيلة لإبراز الفكر من حيز الكتمان إلى حيز التصريح .
-اللغة عماد التفكير وكشف الحقائق .
-اللغة تقدم للفكر تعاريف جاهزة ، وتزود المفكر بصيغ وتعابير معروفة
-اللغة أداة لوصف الأشياء حتى لا تتداخل مع غيرها .
- عرض منطق الخصوم :
يزعم معظم الفلاسفة الحدسانيون والرمزيون من الأدباء والفنانين وكذا الصوفية ، انه لا يوجد تناسب بين عالم الأفكار
وعالم الألفاظ ، فالفكر أوسع من اللغة واسبق منها ، ويلزم عن ذلك أن ما يملكه الفرد من أفكار ومعان يفوق بكثير ما يملكه من ألفاظ وكلمات ٍ ،
مما يعني انه يمكن أن توجد أفكار خارج إطار اللغة .
ويؤكد ذلك ، أن الإنسان كثيرا ما يدرك في ذهنه كما زاخرا من المعاني تتزاحم في ذهنه ، وفي المقابل لا يجد إلا ألفاظا محدودة
لا تكفي لبيان هذه المعاني . كما قد يفهم أمرا من الأمور ويكون عنه فكرة واضحة بذهنه وهو لم يتكلم بعد ، فإذا شرع في التعبير عما حصل في ذهنه
من أفكار عجز عن ذلك . كما ان الفكر فيض متصل من المعاني في تدفق مستمر لا تسعه الألفاظ ، وهو نابض بالحياة والروح ،
وهو " ديمومة " لا تعرف الانقسام أو التجزئة ، أما ألفاظ اللغة فهي سلسلة من الأصوات منفصلة ، مجزأة ومتقطعة ،
ولا يمكن للمنفصل أن يعبر عن المتصل ، والنتيجة أن اللغة تجمد الفكر في قوالب جامدة فاقدة للحيوية ، لذلك قيل : « الألفاظ قبور المعاني »
- نقد منطقهم :
إن أسبقية الفكر على اللغة مجرد أسبقية منطقية لا زمنية ؛ فالإنسان يشعر أنه يفكر ويتكلم في آنٍ واحد .
والواقع يبين أن التفكير يستحيل أن يتم بدون لغة ؛ فكيف يمكن أن تمثل في الذهن تصورات لا اسم لها ؟
وكيف تتمايز الأفكار فيما بينها لولا اندراجها في قوالب لغوية ؟
حل المشكل :
وهذا يعني انه لا يمكن للفكر أن يتواجد دون لغة ،
وان الرغبة في التفكير بدون لغة – كما يقول هيجل – هي محاولة عديمة المعنى ،
فاللغة هي التي تعطي للفكر وجوده الأسمى والأصح ، مما يؤدي بنا إلى القول أن الأطروحة السابقة أطروحة صحيحة .
--
في امان الله
нαк мαѕтєя- :::: الأ دارة ::::
- الا سم : love
الدولة :
عدد المساهمات : 183
العمر : 32
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى